ادارة المنتدى
البلد : مصر عدد المساهمات : 6653 النقاط : 24398 تاريخ التسجيل : 30/03/2010
| موضوع: حصريا : شرح درس الخلفاء الراشدون وحركة الفتوحات الإسلامية - التاريخ للصف الثانى الاعدادى الأحد 7 نوفمبر 2010 - 17:27 | |
|
تمهيد: بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، رأي المسلمون ضرورة العمل على تبليغ الدعوة الإسلامية لشعوب البلدان الأخرى لحماية الدين الجديد وكذلك حماية الدولة الجديدة من مؤامرات الفرس والروم. فبدأ أبو بكر الصديق الفتوحات الإسلامية بتوجيه جيوش المسلمين إلى العراق والشام، ثم جاء من بعده أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فأكمل ما بدأه أبو بكر، ثم توسع إلى فارس ومصر ليأتي عثمان بن عفان من بعده ليكمل عمل سابقيه بدفع جيوش المسلمين شرقاً إلى فارس وغرباً إلى بلاد المغرب وشمالاً إلى أرمينيا وجنوباً إلى النوبة. نتيجة الانقسام الذي شغل الأمة العربية، توقفت حركة الفتوحات الإسلامية إلى أن قامت الدولة الأموية فعادت الفتوحات من جديد. فتح العراق وفارس ( إيران حاليا ):
- عقب انتهاء أبو بكر الصديق من حرب المرتدين، أرسل جيشاً إلي الحيرة في جنوب العراق بقيادة خالد بن الوليد والمثني بن حارثة اللذان نجحا في الاستيلاء عليها وتخليص العراق من يد الفرس حيث كانت تابعة لها.
- تم استدعاء خالد بن الوليد لنجدة جيوش المسلمين في الشام لمواجهة الروم، إلا أن انتصاراته في جنوب العراق مهدت لضمه بأكمله فيما بعد.
- موقعة القادسية عام 16 هـ / 636 م:
- في عهد عمر بن الخطاب، أرسل إلى العراق جيشاً قوامه 20 ألف مقاتل بقيادة سعد بن أبي وقاص حيث حقق النصر علي الفرس في موقعة القادسية وقتل رستم قائد الفرس. وكان من أهم نتائج هذه المعركة أن مهدت الطريق للقضاء علي الفرس وإخضاع بلادهم للمسلمين حيث توغل المسلمون في العراق حتى دخلوا المدائن عاصمة الفرس فاستولوا عليها بعد حصار دام شهرين.
موقعة نهاوند ( فتح الفتوح ) عام 21 هـ / 642 م: حشد ملك الفرس قوات كبيرة عند نهاوند فهزمه المسلمين هزيمة ساحقة عام 21 هـ / 642 م وفر إلى الصين حيث قتل هناك.ولأهمية موقعة نهاوند، أطلق عليها اسم فتح الفتوح. في عهد عثمان بن عفان تم تثبيت حكم المسلمين في بلاد فارس التي اعتنق أهلها الإسلام وأصبحت جزء من الدولة الإسلامية. بعد فتح المسلمين للعراق أسسوا مدينة البصرة عام 16 هـ و الكوفة عام 17 هـ علي شط العرب واتخذوا مدينة الكوفة مقراً للحكم بدلاً من المدائن. فتح بلاد الشام:
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عودته من حجة الوداع، قد أمر بإعداد حملة بقيادة أسامة بن زيد لمنع الروم من الاعتداء على حدود الجزيرة العربية حيث كانت بلاد الشام خاضعة تحت سيادة الروم. ولكن نتيجة لمرض الرسول صلى الله عليه وسلم لم تتم هذه الحملة.
- بعد تولي أبو بكر الخلافة، أرسل إلى الشام تلك الحملة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أعدها قبيل وفاته حيث انتصر المسلون بقيادة أسامة بن زيد على الأعداء من القبائل الموالية للروم ثم عادوا إلى المدينة.
- أرسل أبو بكر أربعة جيوش إلى بلاد الشام حيث أسند قيادة كل جيش إلى أحد القادة الأكفاء. لكنها لم تستطع تحقيق النصر أمام جيوش الروم المحتشدة بالآلاف.
- أمر أبو بكر الجيوش الأربعة بالتوحد لمواجهة الروم كما أمر خالد بن الوليد بالتوجه سريعاً من العراق إلى الشام لقيادة الجيش في مواجهة الروم.
معركة أجنادين 13 هـ / 634 م :
- بدأ القتال بين جيوش المسلمين وجيوش الروم ( البيزنطيين ) حيث كان النصر حليفاً المسلمين والهزيمة للروم وبذلك تم فتح فلسطين.
توفي الخليفة أبو بكر الصديق بعد معركة أجنادين مباشرة، حيث تابع المسلمون انتصاراتهم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب واستكملوا فتح بلاد الشام. معركة اليرموك 15 هـ / 636 م :
- جهز الروم جيشاً كبيراً لمواجهة المسلمين، فتجمعت الجيوش العربية بحوض نهر اليرموك حيث نشب القتال بين الجانبين في معركة اليرموك وكان النصر حليفاً للعرب بقيادة خالد بن الوليد.
فتح مصر كانت مصر قبل الفتح الإسلامي تعاني من الحكم الروماني، فأنتهز عمرو بن العاص فرصة حضور الخليفة عمر بن الخطاب لبلاد الشام 18هـ / 639 م ليعقد مجلساً للشورى مع قادة المسلمين وعرض عليه أمر فتح مصر. ووصف عمرو بن العاص للخليفة أهمية فتح مصر لثرواتها العظيمة وسهولة فتحها وأهمية موقعها لتأمين الشام. قال عمرو بن العاص للخليفة عمر بن الخطاب : " إن فتحتها كانت قوة للمسلمين وعوناً لهم." ." ولكن عمر كان متردداً في بادئ الأمر. سؤال بم تفسر تردد عمر بن الخطاب في البداية ؟ الإجابة لخوفه من عدم النجاح نظراً لانشغال الجيوش الإسلامية بمطاردة الفرس والروم وعدم الرغبة في فتح جبهة جديدة. و أمام إلحاح عمرو بن العاص وافق عمر بن الخطاب علي فتح مصر وأمده بأربعة آلاف مقاتل. أهمية فتح مصر:
- كانت مصر خاضعة للروم، مما يمكن الروم من مهاجمة بلاد الشام براً وبحراً لطرد العرب منها. لذلك فإن فتح مصر يؤمن وجود العرب في الشام وفلسطين.
- إمكانية مهاجمة الروم للمدينة المنورة مقر الخلافة الإسلامية عن طريق البحر الأحمر. لذلك فإن فتح مصر يؤمن مهاجمة المدينة.
- فتح مصر يمهد الطريق للمسلمين إلى فتح المغرب مما يساعد على نشر الإسلام في أراضي جديدة
أهم حوادث الفتح:
- خرج عمرو بن العاص في 18 هـ / 639 م من فلسطين بجيش قوامه أربعة آلاف مقاتل متجهاً لمصر.
- سار عمرو بن العاص بمحاذاة شاطئ البحر المتوسط ففتح العريش ثم الفرما ( شرق بورسعيد حالياً ) ثم بلبيس وواصل سيره حتى وصل قرية أم دنين وقد سماها العرب المقس وكانت تقع علي ساحل النيل وقت الفتح العربي وموقعها حالياً حي الأزبكية بالقاهرة.
- اتجه عمرو بن العاص بجيشه إلى حصن بابليون ( مصر القديمة حالياً ) وهو من أهم المراكز الحربية للرومان بمصر وفتحه حيث اضطر القائد الروماني إلى الاستسلام بعد حصار دام سبعة أشهر
- فتح الإسكندرية 21 هـ / 641 م :
- زحف عمرو بن العاص بجيشه للإسكندرية عاصمة مصر الرومانية لفتحها حيث واجه مقاومة شديدة من أهلها فترك قوة لمحاصرتها إلى أن اضطر الحاكم الروماني إلى طلب الصلح فعقد معه عمرو بن العاص صلحاً سمي صلح الإسكندرية في 21 هـ / 641م.
شروط صلح الإسكندرية:
- أن يرحل الجيش البيزنطي عن الإسكندرية خلال مدة أقصاها احدي عشر شهراً.
- ضمان الحماية الشخصية والدينية لأهل الإسكندرية.
- دفع أهالي الإسكندرية جزية سنوية للمسلمين.
ما تزال بعض الكنائس التي تنتمي لتلك الفترة موجودة في مصر.
- واصل عمرو بعد ذلك فتوحاته في مصر لمدن الوجه القبلي والبحري حتى وصل بلاد النوبة جنوباً.
- قام عمرو بن العاص بتأمين حدود مصر من ناحية الغرب ففتح برقة صلحًا في 21 هـ وطرابلس حرباً في 22 هـ.
مصر ولاية عربية إسلامية: عمرو بن العاص: كان عمرو بن العاص هو أول والي علي مصر بعد فتحها، حيث عينه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. وقد أكسبته سياسته التي اتبعها في ولايته على مصر حب المصريين. أهم أعمال عمرو بن العاص في مصر:
- نشر الأمن في البلاد.
- منح المصريين حرية العقيدة الدينية وممارسة شعائرها.
- آمن المصريين على حياتهم وأموالهم وكنائسهم.
- خفض الضرائب عن المصريين.
- أسس مدينة الفسطاط واتخذها عاصمة له بدلا من الإسكندرية ( تقع الآن في حي مصر القديمة ).
- بني أول جامع في مصر والمعروف باسمه الآن
- أعاد حفر القناة القديمة التي كانت تصل النيل بالبحر الأحمر وسماها باسم خليج أمير المؤمنين.
- اهتم عمرو بزيادة الإنتاج الزراعي فحفر الترع وأقام الجسور وأنشأ مقاييس النيل.
ومنذ ذلك الحين أصبحت مصر ولاية عربية إسلامية وأخذ الإسلام واللغة العربية ينتشران بين أهلها. مسجد عمرو بن العاص بناه عمرو بن العاص عام 21 هـ / 642 م علي الأرض الواقعة شمال حصن نابليون، ويعد أول مسجد بني في مصر، ويمتاز ببساطة تصميمه و تخطيطه الحالي عبارة عن صحن مكشوف تحيطه أربعة أروقة ، أكبرها رواق القبلة بأعمدته الرخامية المختلفة الطراز والتي مازالت بعض ألواحها الخشبية تحمل زخارف بيزنطية تمثل أوراق وعناقيد العنب. بعض المؤرخين ينسبون تسمية الفسطاط بهذا الاسم نسبة إلى فسطاط عمرو أي خيمته. عبد الله بن سعد بن أبي السرح: تولي عبد الله بن سعد بن أبي السرح ولاية مصر عام 27 هـ بعد عمرو بن العاص. أهم أعمال عبد الله بن سعد بن أبي السرح في مصر:
- القضاء علي البيزنطيين في شمال إفريقيا فخرج بجيشه واخترق الطريق الساحلي في برقة وطرابلس ووصل إلى سهل تونس حيث أحرز نصراً كبيراً علي البيزنطيين ونجح في تأمين حدود مصر الغربية.
- عمل علي تأمين حدود مصر الجنوبية فقام بفتح بلاد النوبة عام 31 هـ / 652 م ووصلت حملته إلى دنقلة بشمال السودان وكانت عاصمة مملكة النوبة.
معركة ذات الصواري 34 هـ: هاجم البيزنطيون في عهد الخليفة عثمان بن عفان مدينة الإسكندرية بأسطول كبير وكان عبد الله بن سعد بن أبي سرح أسبق ولاة المصريين إلى تكوين أسطول بحري. فهاجم الأسطول المصري أسطول البيزنطيين في معركة بحرية عنيفة سميت بذات الصواري وذلك بالقرب من سواحل آسيا الصغرى وأطلق عليها هذا الاسم لكثرة صواري السفن التي اشتركت في القتال. وانتصر المسلمون في هذه المعركة واستولوا على الكثير من سفن البيزنطيين. وكانت تلك هي أهم الفتوحات التي حدثت في عهد الخلفاء الراشدين. عوامل انتصار العرب على دولتي الفرس والروم: كان للدين في مصر القديمة أثر كبير على جوانب الحياة المختلفة وقد تجلى ذلك فيما يلي:
- كراهية الشعوب لحكامها بسبب كثرة الضرائب والاضطهاد الديني.
- عدل العرب وسماحة الدين الإسلام واحترامه لحرية العبادة.
- اتحاد العرب وإجماعهم علي رئيس واحد عكس ما كان سائداً في الدولتين الفارسية والبيزنطية من تنافس علي الملك والسلطة.
- الوحدة والتآلف بين الجيوش العربية، على عكس جيوش الفرس والروم التي ضمت جيوشاً من أجناس مختلفة ولغات متعددة.
- ضعف الفرس والروم بسبب الحروب الطويلة بينهم والتي استمرت أكثر من 15 عاما.
- شدة احتمال وشجاعة الجندي العربي.
- الحماسة الدينية للمسلمين، فإما الاستشهاد والجنة أو النصر.
- المهارة العسكرية وبعد النظر السياسي لدي قادة العرب أمثال خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وسعد بن أبي وقاص.
|
|