مبتدىء
المهنة : البرج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 13 النقاط : 4663 تاريخ التسجيل : 22/09/2011 العمر : 49
| موضوع: الإسلام والعمل السبت 24 سبتمبر 2011 - 19:27 | |
|
ينظر الإسلام للعمل باعتباره أمراً واجباً وقيمة فاضلة، فالإسلام يقر أن للإنسان حاجات متعددة؛ تتنوع بين الطعام والملبس والمأوى وغيرها، وحيث أن الإسلام يشترط تلبية تلك الاحتياجات من خلال سبل ووسائل مشروعة، لذا فالإنسان ملزم بالقيام بعمل يجني منه رزقه. كما أن الإسلام يحرص في الوقت ذاته على أن يكون هناك توازن بين الإخلاص في العبادة، وبين السعي المشروع لتحقيق متطلبات الحياة والاستمتاع بمباهجها المشروعة. يقول الله سبحانه وتعالى: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ. القصص: 77. ولذا، فإن الإسلام يحظر على أتباعه أن يستخدموا الدين كـ ذريعة أو مبرر للكسل والتراخي، ويأمرهم بعد الانتهاء من أداء صلاتهم أن ينتشروا في الأرض سعياً لجني رزقهم وتحصيل أقواتهم بالطرق المشروعة. يقول الله تعالى: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ الجمعة:10. يقول المفسرون في هذه الآية أن المقصود هنا هو جني الرزق والتجارة والقيام بالعمل اللازم للحصول على المقومات الأساسية للحياة ومتطلباتها. كما أن الإسلام يحض أتباعه على الاعتماد على الله سبحانه وتعالى ثم على أنفسهم لجني رزقهم، وعدم التواكل على الآخرين، حيث أن العمل يجعل الإنسان مستقلاً ويعطيه الكرامة والرضا عن النفس والاحترام الذاتي. لذا، فقد مدح الإسلام الاشتغال بما يجلب الرزق، وذم التسول واستجداء الآخرين إلا في حالات العوز الشديد. أخرج الإمام مسلم رحمه الله تعالى بسنده عن عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِىُّ قَالَ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً فَقَالَ « أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ » وَكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِبَيْعَةٍ فَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. ثُمَّ قَالَ « أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ ». فَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. ثُمَّ قَالَ « أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ ».قَالَ فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلْنَا قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلاَمَ نُبَايِعُكَ قَالَ « عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَتُطِيعُوا - وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً - وَلاَ تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا ». ويقول صلى الله عليه وسلم: ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم. يقول العلماء في تفسير هذا الحديث: هذا وعيد عظيم، يدل على حرمة سؤال الناس باستمرار، حيث يقول الأئمة في هذا الصدد أنه: لا يحل للمرء أن يسأل الناس شيئاً، إلا في حالات العوز والاحتياج الشديد، فإذا كان الرجل محتاجاً ولا يجد ما ينفق ولذا فهو مضطر للسؤال، ففي هذه الحالة لا حرج عليه. أما إذا كان يبسط كفه للناس ليحصل على أمور هي من متع الحياة ووسائل الراحة، فهذا بلا شك سلوك غير مقبول. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : من سأل الناس تكثرا فإنما يسأل جمرا؛ فليستقل أو ليستكثر. يقول العلماء في شرح هذا الحديث: الجمر هو إشارة مجازية للعقوبة التي ينالها جزاء على ما يفعل، وكلما سأل الناس كلما زادت عقوبته، وإذا لم يستكثر من سؤال الناس فستقل عقوبته، أما إذا تخلى عن هذا الأمر برمته فقد أعفى نفسه من العقوبة، فهذا الحديث دليل على أن سؤال الناس بدون حاجة هو ذنب عظيم. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره, خير له من أن يأتي رجلاً فيسأله أعطاه أو منعه. {.... توقيع ساعد وطني ....} | |
|
|